المجلة | آيـــة |{رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة

{رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}
أن يلقي رجل زوجته وابنه_ فلذة كبده، وبِكره الذي جاءه بعد أن كبرت سنه ودق عظمه_ في أرض مقفرة موحشة لا إنس فيها ولا شيء، ثم يتركهما وليس معهما أحد على الإطلاق وليس لهم من الزاد إلا جراب تمر وقربة ماء، أن يفعل رجل ذلك استجابة لأمر الله عز وجل لأعظم دليل على صدق إيمان هذا الرجل، ولأدعى سبب لأن يتبوأ هذا الرجل مكانة عالية عند الله عز وجل. لقد كان خليل الله إبراهيم هو ذلكم الرجل، ويروى لنا الإمام البخاري رحمه الله بإسناده ما حدث فيقول: (أول ما اتخذ النساء المِنْطَق من قِبل أم إسماعيل ، اتخذت منطقاً لتُعَفّي أثرها على سارة ، ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه حتى وضعهما عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد وليس بمكة يومئذ أحد، وليس بها ماء فوضعهما هنالك ، ووضع عندها جراباً فيه تمر وسِقاء فيه ماء ، ثم قفى إبراهيم منطلقاً ، فتبعته أم إسماعيل فقالت: يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء ؟ فقالت له ذلك مراراً ، وجعل لا يلتفت إليها فقالت: آلله أمرك بهذا ؟ قال: نعم ، قالت: إذن لا يضيّعنا ، ثم رجعت فانطلق إبراهيم حتى إذا عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهؤلاء الدعوات ورفع يديه فقال : "رَبّنَا إنّي أَسْكَنتُ مِن ذُرّيّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ المُحَرّمِ" [إبراهيم:37] حتى بلغ "يَشْكُرُونَ" وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء حتى إذا نفِد ما في السقاء عطشت وعطش ابنها فجعلت تنظر إليه يتلوى ، أو قال: يتلبّط ، فانطلقت كراهية أن تنظر إليه ، فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها ، فقامت عليه ، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحداً فلم تر أحداً ، فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها ، ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى جاوزت الوادي ، ثم أتت المروة فقامت عليها فنظرت هل ترى أحداً فلم تر أحداً ، ففعلت ذلك سبع مرات) ، قال ابن عباس : قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (فذلك سعي الناس بينهما) فلما أشرفت على المروة سمعت صوتاً فقالت: صَهْ - تريد نفسها - ثم سعت فسمعت أيضاً ، فقالت: قد أَسمعتَ إن كان عندك غواث فإذا هي بالمَلَك عند موضع زمزم فبحث بعَقِبِه - أو قال: بجناحه - حتى ظهر الماء فجعلت تُحوّضه وتقول بيدها هكذا ، وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهو يفور بعدما تغرف.. قال ابن عباس : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم - أو قال : لو لم تغرف من زمزم - لكانت زمزماً عيناً مَعيناً) قال: ( فشربت وأرضعت ولدها). فيا لها من محنة ويا له من اختبار بلغ إبراهيم بعده درجة المصطفين الأخيار.

المزيد